Thursday, February 26, 2015

انتخبوا الكذاب



مع اقتراب موعد اعادة تنصيب البشير و مبايعته ملكاً لعموم السودان او ما يسمى بمسرحية الانتخابات, نريد ان نقف على ما حققه البشير و حزبه و نظامه منذ اخر انتخابات في 2010 لكي نجيب على السؤال الذي يفرض نفسه

هل يستحق عمر البشير و نظام المؤتمر الوطني ان يستمر على رأس السلطة رئيسأ للسودان ؟

هذه التدوينة و لاحقتها التي تنشر بعد اسبوع سيكونان عبارة عن ملخص نستخدمه للمذاكرة و الاستعداد للاجابة عن السؤال الوارد اعلاه


البداية ستكون مع لقاء صحفي نشر يوم 23 ديسمبر الماضي و كان قد اجرته قبل النشر بسبعة ايام جريدة الواشنطون بوست مع البشير. سنترجم جزء بسيط من هذا اللقاء لنستخدمه في اجابة السؤال اعلاه و لو اردتم الاستزادة فيمكنكم قراءة المقال كاملا على موقع الصحيفة هنا





س: اولا نتمنى اذا كنت تستطيع اطلاعنا على وجهة نظرك حول تأثير العقوبات الاميريكية على الشعب و الاقتصاد في السودان و هل تطمح في الوصول لحل و تسوية لانهاء هذا العقوبات

ج : احب ان اوضح ان العقوبات الاميريكة ليست منطقية و لا مبررة و ليست عادلة و ساعطيك الدليل على كلامي.
اذا كان احد اسباب اقرار العقوبات على السودان هو حرب الجنوب, فالحرب هي تركة المستعمر لان الحرب بدأت خلال فترة وجود الحاكم البريطاني و قبل الاستقلال.
و في نفس السياق فان الولايات الاميريكة التزمت في حال انتهت الحرب في الجنوب برفع العقوبات و اعفاء الديون و استعاد العلاقات بين البلدين. و بعد توقيع اتفاقية السلام التي انهت الحرب في الجنوب ادعى الامريكان انه مازال هناك صراع دائر في دارفور و بالتالي فانهم لا يستطيعون تنفيذ وعودهم حتى حل تلك الازمة ايضا.
بعد ذلك قامت الحكومة باعطاء تنازلات للوصول لاتفاق سلام في دارفور في ابوجا. و بعد توقيع اتفاق ابوجا تعهدت امريكا بأن العلاقات ستعود لطبيعتها و سيتم رفع العقوبات. بعدها اتصل بي الرئيس بوش شخصيا و اكد لي اننا قمنا بالالتزام بكل الشروط و المطالب الاميريكية من جانبنا و ان الجانب الامريكي مستعد لتحقيق وعوده و التزاماته.
و لكن بعض الحركات المتمردة رفضت التوقيع على الاتفاقية و قد اكد المجتمع الدولي و الاتحاد الاوروبي الذين كانوا حاضرين على التوقيع ان الحركات المتخلفة عن ركب الاتفاقية ستكون عرضة لعقوبات.و رغم ان الرفض كان من جانب بعض الحركات المتمردة الا ان العقوبات وقعت على السودان و ليس تلك الحركات.
بعد التوصل لاتفاق سلام في الجنوب و في دارفور ظهر مطلب جديد و التطبيق الكامل و الالتزام ببنود اتفاقية السلام مع الجنوب. و كما تعلم فاننا قبلنا بنتيجة الاستفتاء و كنا اول من اعترف بدولة الجنوب الجديدة و لكن مازالت العقوبات مفروضة علينا.
هذا العقوبات لها تأثير كبير على الوضع الاقتصادي و السياسي في السودان, و لكن في نفس الوقت فأن لها تأثير سلبي على الولايات المتحدة كذلك. لان حقوق التنقيب عن للنفط كانت قد اعطيت في البداية لشركات اميريكية و لكن بعد اقرار العقوبات اضطررنا لاعطاء تلك العقود لشركات غير اميريكية.و تقدمت بالطلبات شركات صينية و قبلناها و قامت هذا الشركات الصينية بتحقيق انجازات ضخمة و فتح ذلك الباب للشركات الصينية للقبام باستثمارات في افريقيا و طبعا من الواضح ان لدخول الشركات الصينية الى افريقيا تأثير كبير على الاقتصاد الامريكي.


طبعا في هذه الاجابة الطويلة التي حاولت اختصارها قدر الامكان بدأ البشير اجابته كعمر البشير الكذاب و انهى في مقعد عمر البشير الشحاد. اولا لو اصلو الحرب في الجنوب تركة المستعمر و دي حقيقة ليه طيب نظامك حولها لجهاد في سبيل الله و لجعل راية الذين آمنوا هي العليا و راية الذي كفروا هي السفلى !!! و اذا كان الحرب عبارة عن مخطط استعمار قام بتأجيج الصراع العرقي في البلاد لماذا لم تفطنوا لذلك عندما انقلبتوا و وصلتم للحكم بدل ما عملتوها اعراس شهيد و دفاع شعبي و رميتوا بالشباب في وسط النار لسنين طويلة.
نجي لعمر البشير الشحاد. البشير يصرح علانية ان توقيع اتفاق نيفاشا و بعدها ابوجا كلها كانت لان النظام عاوز يكسب ود امريكا و عايز امريكا ترضى عنه و تبقى حليفته !!! يعني كلام الوحدة و السلام و الشعب الواحد دا طلع شعارات و الحكومة لا يهمها بشر و لا ارواح يعني لو كان مافي وعود امريكية كان لسة الحرب دائرة و كل جمعة بنحضر في ساحات الفداء !!!

لكن مش دي امريكا الشيطان الاعظم اللي من اليوم الاول لانقلابكم توعدتوها و هجيتوها في الاشعار و الاناشيد !!! مش دي امريكا الكان عندكم مشكلة مع اي بلد ان شاء الله الواق الواق تقوموا تطلعوا اطفال المدارس للساحة الخضراء و تحرقوا علم امريكا على هتافات داون داون يو اس اي !!!
و طبعا واضح ان البشير فرحان بمكالمة بوش دي فرح شديد لانه في كل لقاء لازم يذكرها و حتى في خطاب قاعدة الصداقة الشهير في سبتمبر 2013 الخطاب الذي مهد لرفع الدعم عن المحروقات و السلع الاساسية للمرة الثانية في اقل من عامين, في ذلك اللقاء البشير قال بوش اتكلم معاي ربع ساعة كاملة ما اداني فرصة اقاطعه !!! حبة كدا و يقول بالله براني ليك بري شديد !!! الخوف يكون البشير مسجل المكالمة و بيسمعها كل يوم قبل النوم و يبوس التلفون و ينوم.

الحكومة تلعب على الحبلين بحيث تصدر للشعب شعارات انها حكومة مقاومة محورية تريد امريكا تركيعها لكنها حكومة كطائر البطريق خلقت من غير ركب حتى لا تنحني.

في نفس الوقت فانها تبتز امريكا بفتح الباب الامامها للاستثمار في النفط و من ثم التوغل في افريقيا. و الكلام دا حصل قبل كدا باشكال مختلفة زي مثلا عرض تسليم اسامة بن لادن لادارة كلينتون الذي لم تقبل العرض باعتبار ان بن لادن لم يكن مصدر خطر لها و بعدها بقليل عند ضرب مصنع الشفاء قامت القائمة على اميريكا و تم تبرير الضربة بان السودان شوكة حوت في حلق امريكا التي تريد كسرنا !!! شوكة حوت كيفن و انتو قبل شوية رقدتوا ليهم و قلتوا لي كلينتون تعال نسلمك بن لادن و نبقى سمن على عسل.

و مرة اخرى حصلت عند اصدار مذكرة التوقيف بحق البشير و تم تصوير المذكرة انها بلطجة و همبتة امريكية لكسر ارادة السودان !!! و الان بالدليل و بكلام البشير في وقت اصدار المذكر كان السودان راكع لامريكا يستجيب في مطالبها واحد وراء التاني في سبيل رفع العقوبات.

يعني نظام المؤتمر الوطني ميت موت في امريكا و يتمنى منها نظرة و لو حتى بالعين البايظة و في نفس ذات اللحظة يصدر للشعب شعارات مجوفة فارغة بانه نظام مقاوم و انه لن يهادن الاميركان مهما حدث.
و الخلاصة ارواح كل من مات في الحروب و كل المعناة التي عانتها و مازالت تعانيها البلد لا تسوى عند هذا النظام اي شي قدام رفع الدعم و تفسح المسئولين في امريكا هناك بدل ماليزيا.



س: دعنا نسألك عن تعاملكم مع المعارضين في السودان. كان هناك بعض القلق حول كيفية تعاملكم مع مظاهرات سبتمبر 2013 و قتل 200 متظاهر. و حاليا تم اعتقال بعض المعارضين السياسيين و النشطاء. كل هذا يوضح عدم قدرة الحكومة على تقبل المعارضة و التعايش معها.

بخصوص احداث سبتمبر, العدد الذي ذكرته غير صحيح !! فعدد القتلى كان 80 و ليس 200. و لكن نقول ان اي روح تعبر لها قيمتها.هؤلاء ال80 قتيل وقعوا ضحايا اعمال عنف و اعتداء على اقسام الشرطة, فقد تم الاعتداء على كل اقسام الشرطة في الخرطوم و تم السيطرة على بعضهم من قبل المعتدين. كذلك كل المحاكم تم الاعتداء عليها. و السؤال هنا لو حدث هذا في الولايات المتحدة فهل كانت ستسمح الحكومة الاميريكية بذلك و تترك المعتدين دون تدخل الشرطة لفضهم ؟

في امريكا اذا اوقفت الشرطة شخصا و طلبت منه النزول من سيارته و رفض فانه يقتل خصوصا اذا كان اسود البشرة!!!

المتظاهرون احرقوا محطات الوقود و مكاتب الكهرباء و سرقوا الاموال فبالتالي لا يمكن وصفهم بالمتظاهرين السلميين. و خلال اليوم الاول للمظاهرات لم تتدخل الشرطة اطلاقا, فكنها تدخلت في اليوم التالي لحماية الارواح و الممتلكات. انهم معتدين و لسوا متظاهرين فقد قتلوا الناس و حرقوا الممتلكات. انهم ارهابيين !!! لا وصف لهم الا ارهابيين و في امريكا لو عقد احدهم اتفاق مع القاعدة و عاد للعيش في امريكا فهل ستتركونه ؟ لا سيتم محاكمته بالقانون الجنائي. و نحن فعلنا ذلك و قبضنا على الارهابيين بموجب القانون الجنائي و بالتالي فاهم ليسوا معتقلين سياسيين.



المهم هنا انه قال الشرطة قتلتهم لانهم ارهابيين !!! يعني اعتراف بقتل الشرطة للمتظاهرين في حين ان الخضر قال ان المواطنين قتلوهم لانهم اعتدوا على ممتلكاتهم و وزير الداخلية قال ان صور القتلى ليست من السودان و لكن من دولة مجاورة و الان البشير يقول ان الشرطة قتلتهم !!! هم الناس ديل ما قاعدين يجتمعوا عشان يزبطوا الكذبة ؟؟؟

البشير ايضا قال ان المقبوض عليهم كانوا مخربين ارهابيين و لم يكن هناك معتقلين سياسيين !!! نعم قبض على البعض من الشارع خلال مظاهرات و اجريت لهم محاكمات صورية في يوم او يومين بتهم شغب و سجنوا لمدة 3-6 شهور و لكن ماذا بخصوص مئات المعتقلين من الشباب و من السياسيين المعروفين و من حتى اساتذة الجامعات !! و كلهم تم اعتقالهم من منازلهم في ليل بهيم و تم الافراج عنهم بدون اي تهم او محاكمات في عيد الاضحى !!! عدد الشباب المعتقل من منازلهم اكبر بكثير من المعتقلين من داخل المظاهرات !!

و الاغبى هو لعب البشير لكرت العنصرية و كرت تعامل امريكا مع شعبها !!! ياخي امريكا دي بتضبح المواطنين بتاعينها شخ في الشارع انت مالك و مالهم ياخي مش امريكا دي كعبة وراس الشيطان وعايز لينا الشر!! طيب مالك بتضرب مثل بشرطتهم ؟؟ بعدين لو شرطة امريكا بتعمل شي انت مجرد امعة تعمل زيهم !!!
بعدين كرت الارهاب ما لايق عليك !!! ياخي انت العقوبات البتشحد في رفعها دي كلها بسبب تهم دعم ارهاب تجي تسمي الشباب الطاهر اللي انت و زمرتك سودتوا عيشتهم ارهابيين !!!



س: هل ستحكم السودان لبقية عمرك ؟ في مرحلة ما قلت انك لن تترشح للرئاسة مرة اخرى فما الذي جعلك تغيررأيك؟

ج: طبعا لا احد يتمنى ان يحكم السودان في ظل هذه التحديات و الظروف. منذ عام 1996 قررت انني سانتهز اللحظة المناسبة لابلاغ الشعب بنيتي الخروج من الحكم و مواصلة حياتي العادية كمواطن بسيط.مازلت اتطلع لليوم الذي اسمى فيه رئيس سابق و لكن هناك ضغوطات على كتفي من الحزب و من احزاب اخرى على الساحة من اجل الاستمرار.

س: بعد الحكم لاكثر من عقدين ماهو اكبر شي ندمت عليه؟

ج: بعد توقيع و تطبيق اتفاق السلام الشامل اعتقد اننا اعطينا الجنوبيين اكثر مما يحق لهم. انا حاربت في الجنوب و كنت قائد ميداني, قاتلت من اجل وحدة السودان. و كسياسي عملت بجد للمحافظة على استقرار البلاد و لكن بعد كل هذا الجهد و المخاض العسير اشعر بالاسف لتقسيم السودان.

    س: هل انت نادم على توقيع الاتفاقية ؟

ج: التفاقية كانت بين طرفين الحركة الشعبية لتحرير السودان و الحكومة السودانية. من جانبنا عملنا بجد و تفاني لجعل الوحدة الخيار الجاذب لاهل الجنوب و لكن اخوتنا في الحركة الشعبية لم يقوم بالمثل .



بالنسبة للوحدة خيار جاذب فيكفي كذبا يا سيادة الرئيس فقد سرقتم من قوت الشعب مليارات للصرف على هذا المشروع الوهمي خلال الفترة الانتقالية في حين كان يعلم القاصي و الداني ان الانفصال كان قادم لا محالة. كم مرة انسحب وزراء الحكة الشعبية من الحكومة و كم مرة كتب خالك مقالات نتنة كلها عنصرية ضدهم بدون ان يحاسب و كم مرة استثنيتموهم و طلعتهم برا حسابات كبيرة في البترول و الوزارات السيادية !!
الان تتنصل من الانفصال و انت القائل علينا يسهل و عليهم يمهل !!! ياخي بالجد انت كذااااااااااااااااااااااااااب

البشير تنصل من الانفصال و من قتل المتظاهرين و من اعتقال الساسيين تنصل من وعود عدم الترشح و اكد ان عمله هو فقط ارضاء امريكا و تنفيذ شروطها و تحقيق مطالبها.

قبل ايام كان البشير في الامارات و كان من الواضح انه يريد الانضمام لتحالف جديد مصري اماراتي للتدخل في ليبيا تحت ذريعة محاربة تنظيم الدولة او داعش. لكن الكل يعلم ان التدخل المصري غرضه الوقوف مع طرف ضد اخر في الصراع الليبي

فداعش واحد من ضمن اكثر من 20 تنظيم مسلح في ليبيا لكن الصراع الدائر هو بين المؤتمر الوطني العام و بين حركة كرامة ليبيا و الجانب المصري يريد ايصال حركة الكرامة للحكم !! فهل لمجرد حفنة دولارات و استرضاء الامارات و مصر و من بعدهم الغرب سيقف السودان في وجه الثوار و مجلسهم المنتخب لايصال خليفة حفتر للحكم في ليبيا !!!

عموما هذا الملف و غيره من الملفات في السياسة الخارجية لمذا لا تكون الحكومة اكثر شفافية في توضيحه. يكفي اللعب على الحبلين مثل موضوع امريكا و الان اللعب على حبل ايران مرة و الخليج مرة اخرى ؟؟ و هل يظن البشير ان ذكي و يستطيع خداع كل الاطراف ؟؟ الامارات تريد استخدام السودان كذراع في الصراع في ليبيا في حين لن ينسى الخليج التحالف السوداني الايراني الذي وصل لحدود العمليات العسكرية المشتركة !!!

البشير لعبة في يد الكل و سيرونه اللعبة بعد ان يفرغ منها الطفل في حين يظن انه ماكر و ممسك بخيوط اللعبة
الاجدى رسم سياسية خارجية واضحة تضمن مصالح الشعب و سيادة البلد سواء من الشرق او الغرب بدون المناورات تحت الطريزة من اجل رفاهية افراد النظام و اسرهم و متملقينهم و منافقيهم

طبعا كان هناك اسئلة اخرى في اللقاء حول دارفور و قوات الدعم السريع لكن لا يسع المقال لترجمتها كلها و مرة اخرى يمكنكم قراءة نص اللقاء في موقع واشنطون بوست هنا

ترقبوا مقال اخر الاسبوع القادم استكملا لهذا و لعمل جرد حساب لخمسة سنوات منذ اخر انتخابات رئاسية

و دمتم سالمين








AddThis