Thursday, March 31, 2016

ستمرار التمييز الديني وتأزيم قضية الهوية في السودان




خلفية
في وقت مبكر من يوم الجمعة 18 ديسمبر 2015، قامت قوات من جهاز الأمن والمخابرات السوداني باعتقال كل من القس حسن عبد الرحيم كودي والقس طلال إنقوسي من منزليهما واقتيادهم إلى جهة غير معلومة. ويعتبر القسين من كبار رجال الدين في كنيسة المسيح السودانية حيث يشغل القس حسن منصب الأمين العام لمجمع كنيسة المسيح. وظل القسين رهن الاعتقال منذ ذلك الوقت ولم يسمح لاسرهم بزيارتهم، كما لم يتم توجيه أي تهمة ضدهما حتى الآن، كما تم حرمانهم من تلقي العون القانوني عبر محاميهم.
ومنذ انقلاب الجبهة القومية الإسلامية في 1989، يشهد السودان تضييقا كبيراً على الحريات الدينية، بإستثناء الفترة بين 2005 وبداية 2011، وهي عمر الفترة الإنتقالية لإتفاق السلام الشامل. وكان ان كفلت المادة 38 من الدستور الانتقالي لعام 2005 الحريات الدينية، قائلة: ” لكل إنسان الحق في حرية العقيدة الدينية والعبادة، وله الحق في إعلان دينه أو عقيدته أو التعبير عنهما عن طريق العبادة والتعليم والممارسة و أداء الشعائر و الاحتفالات، ولا يُكره أحد على اعتناق دين لا يؤمن به أو ممارسة طقوس أو شعائر لا يقبل بها طواعية”.
وبالرغم من سريان دستور 2005 الانتقالي حتي اليوم، الا ان مساحات الحريات الدينية اخذت في التراجع منذ مرحلة الإستفتاء في جنوب السودان في يوليو 2011. حيث بدأ التراجع قبل إعلان إستقلال جنوب السودان بتصريحات الرئيس عمر البشير والذي كشف عن عدم نية حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الإبقاء على الحريات التي وفرتها اتفاقية السلام الشامل، قائلاً بان “الشمال سيغير الدستور في حالة انفصال الجنوب ولن يكون هناك مجال للحديث عن تنوع الثقافات والعرق … وأن الشريعة الإسلامية ستكون المصدر الرئيس للدستور وسيكون الإسلام الدين الرسمي للدولة واللغة العربية هي اللغة الرسمية”.  وقد جاءت تلك التصريحات كمؤشر مبكر عن حالات التضييق التي شهدتها الحريات الدينية لاحقاً ضد المسيحيين السودانيين من قبل السلطات الحكومية. وبالفعل، إزداد التضييق على المسيحيين بعد اشتعال الحرب في منطقتيّ جبال النوبة/ جنوب كردفان والنيل الأزرق في منتصف العام 2011، خاصة تجاه مواطنيّ هاتين المنطقتين من المسيحيين. كما شهدت العاصمة الخرطوم إعتداءات متزايدة على الكنائس لما تمثله في نظر السلطات الامنية من مواقع لتجمعات غير مرغوبة فيها لأبناء المنطقتين.
الاعتداءات على القيادات الدينية وأماكن العبادة
في يونيو 2011، عقب تصريحات الرئيس البشير، قامت مجموعة إسلامية متشددة بإحراق مبنى تابع للكنيسة الإنجيلية اللوثرية بأم درمان، ولم يتم التحقيق في الحادث من قبل السلطات الرسمية. وفي مطلع العام 2012، قامت مجموعات من الأهالي بأحراق مجمع كنسي يتبع للكنيسة الإنجيلية المشيخية في منطقة الجريف غرب في الخرطوم بعد تحريض علني من قبل أحد شيوخ الجماعات السلفية، إلا أن الشرطة لم تحقق في الحادثة رغم تدوين بلاغات ضد المتسببين في الحادثة. وفي ذات الفترة، قامت سلطات محلية الخرطوم بإزالة مباني الكنيسة الأسقفية بالحاج يوسف بزعم أنها بنيت بصورة عشوائية ودون ترخيص من السلطات، وهي ذات الكنيسة التي أنشئت وتمارس فيها الشعائر الدينية منذ العام 1978.
في يوليو من العام 2014، تواصلت الهجمة على الكنائس حيث أزالت السلطات إحدى الكنائس التابعة لكنيسة المسيح السودانية بمنطقة طيبة الاحامدة شمال الخرطوم، كما نزعت السلطات الحكومية في ديسمبر  من نفس العام جزءاً كبيرا من أراضي الكنيسة الإنجيلية بالخرطوم بحري وتهديم بعض المباني التابعة لها بدعوى تخصيص الأرض للاستثمار، مما أدى عملياً إلى توقف النشاط الديني للكنيسة. وفي نوفمبر 2014 أغلقت السلطات الحكومية الكنيسة الخمسينية والتي تقع في شارع السيد عبد الرحمن وسط الخرطوم بدون أبداء أي أسباب، كما تمت إزالة وهدم مباني الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في غربي أم درمان (الحارة 29 الثورة) في اكتوبر من نفس العام من قبل السلطات المحلية بزعم التخطيط العشوائي بالرغم من وجود الكنيسة منذ العام 1995.
وعلى الرغم مما تنص عليه  المادة 6-أ من الدستور السوداني حول الحق في  “العبادة والتجمع وفقاً لشعائر أي دين أو معتقد، وإنشاء أماكن لتلك الأغراض والمحافظة عليها”. إلا أن عدة فتاوي من رجال الدين الإسلامي المتشددين والمقربين من السلطة الحاكمة اصدروا فتاوى تبيح هدم الكنائس وحرقها، وتحرم تشييد أي كنائس جديدة او إعادة تأهيل ما هو موجود من كنائس. وقد إستندت السلطات الحكومية على هذه الفتاوى في إمتناعها عن إصدار أي تصاريح لبناء كنائس جديدة أو تأهيل ما هو موجود.
بالإضافة الي الاعتداء على دور ممارسة الشعائر الدينية المسيحية في الكنائس، فقد تواصلت خلال ذات الحقبة مضايقات أجهزة الأمن السودانية لقيادات الدين المسيحي. فقد اعتقل جهاز الأمن القس الجنوب سوداني  يات مايكل في ديسمبر 2014 وتبع ذلك اعتقال القس  بيتر ين بعد أرساله لخطاب لمكتب الشئون الدينية يستفسر فيه أسباب اعتقال القس مايكل. ووجهت السلطات ضد القسيسين التابعين للمشيخة الإنجيلية تهم تتعلق بالتجسس وإثارة الحرب ضد الدولة. استمر اعتقال القسيسين حتى أغسطس من العام 2015  وأطلق سراحهما بعد أن قضت المحكمة ببراءتهم من التهم الموجهة إليهم، إلا إن الاجهزة الامنية قررت إعادة اعتقالهم ومحاكمتهم بعد إدعاء الأجهزة الأمنية عزمها على تقديم بينات جديدة. وفي يناير 2015 تم إعتقال القس  الجنوب سوداني ديفيد ين ريث،  في اعقاب تهديدات سابقة باعتقاله وأفراد أسرته ما لم يغادر السودان.
وفي أكتوبر 2013، قامت السلطات السودانية باعتقال الشماس زونجل ابراهام ميكائيل، شماس الكنيسة الإنجيلية وتم سحب جوازه سفره السوداني. وفي يوليو من نفس العام اعتقل جهاز الأمن خمسة من قساوسة الكنيسة المشيخية الإنجيلية (القس رأفت سعيد مسعد رئيس مجلس المشيخية الإنجيلية بالخرطوم، القس فاروق انجلو نائب الرئيس، القس نوح جيمس منزول سكرتير المشيخية، القس داوؤد فضل نائب السكرتير وجورج يوحنا أمين المال) وهم أعضاء اللجنة المنتخبة لإدارة المشيخية. وتم إحالتهم لاحقاً للشرطة التي أطلقت سراحهم بالضمان دون توجيه تهم، بينما قامت وزارة الإرشاد بحل لجنتهم المنتخبة وتعيين لجنة ادارية بديلة.
التضييق على مساحات التنوع الديني في المجتمع
بالإضافة الي الاستهداف المباشر للكنائس وقيادات الدين المسيحي، فقد شهدت المساحات الاجتماعية للمسيحين استهدافاً متواصلاً من قبل السلطات الحكومية، مما مثل إنتهاكاً مستمراً لحقوقهم. فقد اوقفت السلطات منذ العام 2011 الاحتفالات الرسمية باعياد الكريسماس، كما الغت العطلة الرسمية  ليوم الكريسماس في 25 ديسمبر من كل عام، هذا بالاضافة الى منع قيام مسيرات الاحتفالات الاجتماعية بأعياد الميلاد والتي درج عليها المسيحيين في السودان كل عام، وعدم الإحتفاء بالأعياد في وسائل الاعلام المملوكة للدولة.
إن مظاهر التمييز والهجوم على الحريات الدينية، والذي عاد مرة أخرى وبات ممنهجاً بصورة اكثر وضوحاً بعد اندلاع الحرب في جبال النوبة / جنوب كردفان والنيل الازرق، تكشف عن قيام الحزب الحاكم عبر آلياته القمعية بتعبئة وتوظيف التباينات الدينية والإثنية والإجتماعية ضمن الصراع السياسي العنيف الجاري حالياً. حيث تهدف السلطات الحاكمة عبر هذا المنهج الي استقطاب الدعم من الدوائر الإسلامية المتشددة، بالإضافة إلى تضليل الرأي العام السوداني وتحويل نظره بعيداً عن الأسباب الحقيقية للحروب، بما فيها أزمات الحكم، المظالم السياسية والاجتماعية والثقافية، والتنمية غير المتوازنة وغيرها من قضايا جوهرية تشكل الجذور الحقيقية للصراعات الجارية.
فالإنتهاكات الممنهجة للحريات الدينية التي يتعرض لها المسيحيون في السودان الأن  تعمق من حالة الإستقطاب والتشظيّ الحادث في النسيج الاجتماعي السوداني. حيث كان الإصرار على قوانين الشريعة و شن الحرب الجهادية ضد مواطني جنوب السودان فيما سبق من أهم الأسباب وراء إختيار سكان الجنوب لخيار الإستقلال والإنفصال عن السودان الموحد. لذا، فإنه من المهم التعامل والمعالجة العميقة للأسباب الجذرية لأوضاع التمييز هذه، ومترتباتها، وذلك إنطلاقة من أن إستمراره لن يؤدي سوى الى  المزيد من الإنقسام والتفكك.
إضافة لذلك، فإن أحد الأثار الخطيرة المترتبة عن الإستهداف والتمييز الديني الحالي ضد غير المسلمين، يتمثل في تهيئة الفضاء العام لنمو وتزايد الجماعات الاسلامية المتشددة وعملها ضد الإنسجام والتكامل القومي السوداني . فقد نما وترعرع تنظيم القاعدة سابقاً وبدعم الدولة السودانية وساهم في تفكك السودان، والأن ينشط وينمو تنظيم الدولة الإسلامية ( داعش) وغيره من مليشيات وتنظيمات إسلامية متطرفة عبر تجنيد الشباب السوداني والدفع بهم في محارق الحروب. حيث أمسى السودان اليوم للجماعات الإسلامية المتشددة حقلاً للنمو والإتصال، وقاعدةً آمنة للتخطيط للجهاد، وذلك تحت مرأى ومسمع السلطات الحاكمة، هذا إن لم يكن متلقياً لدعمها وإشرافها.
دعم الحريات والحقوق الدينية لتحقيق التماسك القومي
إن المواطنة المتساوية دون تمييز هى أساس الإنتماء القومي للدولة السودانية، مسلمين ومسيحيين وأصحاب كريم معتقدات، وهي التي تكفل التمتع بكافة الحقوق والواجبات الدستورية.  فأي مستقبل للتماسك والتعايش القومي بين السودانيين، ولتحقيق السلام العادل والدائم،  يستند في جوهره على القبول والدعم الكامل للتنوع الثقافي والديني والعرقي.
وعلى الاحزاب السياسية، والقوى الديمقراطية بصورة خاصة، أن ترفع من اصواتها الداعمة لحقوق وحريات غير المسلمين من السودانيين، كما يجب عليها وعلى قادة العمل العام والإعلامي ان يطورا المبادرات التي تدافع عن الحريات والحقوق الدينية، والتاكد من تضمنينها في أي ترتيبات دستورية جديدة. كما ينبغي على اطراف الصراعات الجارية في السودان ضمان حماية الحريات والحقوق الدينية والثقافية بصورة واضحة، بما فيها آليات تنفيذها، ضمن أي اتفاق للسلام يتم الوصول اليه.
وعلى المجتمع المدني السوداني العريض ان يلعب أدوراً اكثر تأثيراً، وذلك بإبتكار والإنخراط في المشاريع والمبادرات التي تعزز من التماسك القومي، والتي تحتفي وتثري جميع عناصر التنوع السوداني.

Wednesday, March 16, 2016

السودان التمييز الديني والسعي للتكامل الوطني







في الصباح الباكر من يوم 18 ديسمبر 2015 الجمعة، اعتقلت قوات من المخابرات والأمن الوطني (جهاز الأمن والمخابرات) اثنين من القساوسة حسن عبد الرحيم كودي وتلال 
نقوسي في منازلهم واقتادتهم إلى جهة مجهولة. رعاة اثنين من كبار رجال الدين في كنيسة يسوع المسيح السودان. القس حسن هو الأمين العام للكنيسة. ومنذ ذلك الحين وهما محتجزان رهن الاعتقال بمعزل عن العالم الخارجي: تم منع عائلاتهم من زيارتهم والاتصال بالمحامين والمساعدة القانونية إنكاره. حتى الآن، لم توجه له أي اتهامات ضدهم.
منذ انقلاب 1989 الجبهة الإسلامية الوطنية (الجبهة القومية الإسلامية)، وشهد السودان حملة كبير على الحريات الدينية. إلا أن فترة اتفاقية السلام الشامل (CPA) لم حماية بهامش معين من الحرية للمادة 38 من الدستور الانتقالي لسنة 2005 الذي ينص على أنه: "لكل شخص الحق في حرية العقيدة الدينية والعبادة، وتعلن له / لها الدين أو العقيدة، وإظهار نفسه، عن طريق العبادة والتعليم والممارسة أو أداء الشعائر أو الاحتفالات، وتخضع لمتطلبات القانون والنظام العام؛ لا يجوز إكراه أي شخص على اتخاذ مثل هذا الإيمان، أنه / أنها لا يؤمنون، ولا ممارسة الشعائر أو الخدمات التي هو / هي لا توافق طوعا ".
على الرغم من أن الدستور المؤقت لا يزال ساري المفعول، مع استقلال جنوب السودان في يوليو 2011 كان هناك تآكل مستمر من الفضاء التي أنشأتها اتفاقية السلام الشامل. حتى قبل الاستقلال، أدلى ببيانات الرئيس السوداني عمر البشير من الواضح أن هناك القليل نية للحفاظ على الحريات تنشيطها من قبل سلطة الائتلاف المؤقتة. وأعلن: "إذا انفصل جنوب السودان، سوف نقوم بتغيير الدستور وفي ذلك الوقت لن يكون هناك وقت للحديث عن تنوع الثقافات والعرق ... الشريعة (القانون الإسلامي) والإسلام سيكون المصدر الرئيسي للتشريع، والإسلام المسؤول الدين واللغة العربية هي اللغة الرسمية ". وكان بيان البشير دلالة واضحة على أن الحملة ضد الحرية الدينية كانت في التحضير لفترة ما بعد الانفصال، وعلى وجه الخصوص ضد المسيحيين. هذا وكشفت نفسها مباشرة بعد اندلاع الحرب في منطقتين (جبال النوبة / جنوب كردفان والنيل الأزرق) في منتصف عام 2011 عندما شهدت الخرطوم عددا متزايدا من الهجمات على الكنائس. وبدا السلطات ينظر الكنائس كما المساحات حيث الجماعات غير المرغوب فيها من الناس من منطقتين، حيث يمارس-يمكن أن المسيحية يتجمعون.
الهجمات على الزعماء الدينيين وأماكن العبادة
في يونيو 2011، أحرقت مجموعة متطرفة مبنى تابع للكنيسة الإنجيلية اللوثرية في السودان في أم درمان، واستغرق أي تحقيق مكان في الحادث. في بداية عام 2012، قامت مجموعة من المواطنين المحليين أحرقت مرة أخرى مركب المسيحي للكنيسة الإنجيلية المشيخية في منطقة الجريف الغربية في الخرطوم. حيث اتهم أحد السلفية الشيخ تعبئة علانية أتباعه للقيام بهذا العمل، ولكن الشرطة لم تحقق والسلطات لم يحقق أي اتهامات رسمية ضد الجناة المزعومين. وفي العام نفسه، هدمت السلطات المحلية في ولاية الخرطوم مقر الكنيسة الأسقفية الحاج يوسف بحجة أنها قد بنيت من دون تخطيط إذن من السلطات، على الرغم من كنيسة قيد الإنشاء هناك منذ 1970.
في عام 2014، واستمرت الهجمات على الكنائس. في تموز من ذلك العام، هدمت السلطات إحدى الكنائس في كنيسة يسوع المسيح السودان في منطقة الطيبة الاحامدةفي شمال الخرطوم. في ديسمبر كانون الاول عام 2014، جردت السلطات الكنيسة الانجيلية في الخرطوم شمال لجزء كبير من أرضه ودمرت بعض مبانيها بحجة تخصيص الأراضي للاستثمار. هذا توقفت بالفعل أنشطة الكنيسة. أغلقت السلطات أيضا إلى أسفل كنيسة العنصرة، وتقع في شارع سعيد عبد الرحمن في وسط الخرطوم دون إبداء أية أسباب. في أكتوبر عام 2015، هدمت السلطات المحلية مباني الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في غرب أم درمان مرة أخرى تحت غطاء "عدم وجود إذن التخطيط" على الرغم من الكنيسة بعد أن كان هناك منذ1990.
بالإضافة إلى الهجوم على الكنائس، واستمرت المضايقات ضد رجال الدين المسيحي في نفس الفترة. في أكتوبر 2013، اعتقلت السلطات السودانية زنجالإبراهيم ميخائيل شماس في الكنيسة الإنجيلية وسحبت جواز سفره السوداني. في يوليو من نفس العام، اعتقل جهاز الأمن والمخابرات خمسة قساوسة الكنيسة الإنجيلية المشيخية. رأفت سعيد مسعد، فاروق انجيلو، نوح جيمس، داود فاضل وجورج يوحنا، وأعضاء لجنة الإدارة المنتخبة للكنيسة. واتهم كل الكهنة اعتقل من الإخلال بالنظام العام والسلم الاجتماعي. وأفرج عنهم في وقت لاحق الضمان دون توجيه اتهامات لهم - ولكن فقط بعد حل وزارة الإرشاد والشؤون الدينية جنة وتعيين هيئة جديدة لإدارة الكنيسة. اعتقل جهاز الأمن والمخابرات أيضا الأنبا إيليا، أسقف كنيسة الخرطوم، قبل ساعات من الاحتفال بعيد الميلاد في أواخر عام 2013.
في ديسمبر كانون الاول عام 2014، اعتقل جهاز الأمن والمخابرات الزائر الكهنة جنوب السودان يات مايكل وبيتر الين على أساس مجرد أنهم قد بعث برسالة إلى مكتب الشؤون الدينية في وزارة الشؤون الإرشاد والدينية، تستفسر عن أسباب اعتقال بعض الزعماء الدينيين. واتهم كل من الكهنة الإنجيلية بالتجسس والتحريض على الحرب ضد الدولة. استمر احتجاز الكهنة يات مايكل وبيتر الين حتى أغسطس 2015 عندما أمرت محكمة بالإفراج عنهم. في نوفمبر 2015 جهاز الأمن والمخابرات أعيد اعتقاله لهم وناشد حكم المحكمة، مدعيا أن أدلة جديدة قد تم الحصول عليها.
الحرمان من التنوع الديني في المجال العام
بالإضافة إلى استهداف الأفراد من رجال الدين المسيحي، وكانت هناك ممارسات حكومية أوسع مما زاد من تقويض الحقوق الدينية للمسيحيين السودانيين.منذ عام 2011، على سبيل المثال، قد توقف الحكومة الاحتفال بعيد الميلاد باعتباره عطلة رسمية، إلى جانب المناسبات الدينية الأخرى غير المسلمة، بما في ذلك رفض بث هذه الاحتفالات من خلال وسائل الإعلام الخاصة للدولة.
التمييز والهجمات ضد الحريات الدينية الديني الأكثر منهجية ويحركها الحكومة، ومع ذلك، فقد تم يعاني منها شعب جبال النوبة / جنوب كردفان والنيل الأزرق. ويبدو أن أجهزة الأمن للنظر في كنائسهم في الخرطوم كمراكز للتجمعات غير المرغوب فيها وقادتهم كما قادة الرأي الذين يتم تصنيفها على أنها تهديدات أمنية معينة نفوذهم في رعاياهم. وقد أصبح هذا المزيج من استهداف والتمييز ضد المواطنين السودانيين من جبال النوبة / جنوب كردفان والنيل الأزرق الأصل العرقي والديني أداة رئيسية للصراع السياسي في المنطقتين. مثل هذه الأعمال من قبل النظام تهدف إلى توليد الدعم من الأوساط الإسلامية المتطرفة وتضليل الرأي العام السوداني بحيث يتم فهمها على الأسباب الفعلية للحروب في المنطقتين. ونتيجة لهذا التمييز الديني المنظم ليست فقط من تعرض المواطنين من جبال النوبة / جنوب كردفان والنيل الأزرق إلى ظلم مزدوج (الاستهداف العرقي والديني)، ولكن أيضا لإخفاء الإخفاقات التاريخية للحكم، والمظالم السياسية والاجتماعية، والتنمية غير المتوازنة التي هي أساس الصراع.
خطورة التمييز الديني وانتهاكات منهجية للحرية الدينية التي يعيشها المسيحيون السوداني عمقت بالفعل تفتيت النسيج الاجتماعي السوداني. الإصرار على قوانين الشريعة والحرب المقدسة (الجهاد) من قبل النظام نفسه متابعتها خلال 1990 ضد مواطنيها في جنوب السودان، إلى حد كبير، وأدى إلى انفصال جزء كبير من البلاد (جمهورية جنوب السودان) . دون فهم ومعالجة الأسباب الجذرية والنتائج المترتبة على التمييز الديني، واستمرار هذا التمييز، وذلك بالتعاون مع طبقات أخرى من التمييز (العرقي أو الجنس أو الجغرافية والطبقية)، ومن المرجح أن تؤدي إلى مزيد من الانقسام.
واحد خطرا كبيرا من هذا الاستهداف الديني هو خلق مساحة لنمو الجماعات المتطرفة الراديكالية. القاعدة والشركات التابعة لها، والآن داعش ، كانت معروفة لتجنيد الشباب من السودان. ويعتبر السودان على نحو متزايد كمكان للدراسة، والاتصال مع ومنطلقا ل، الحركة الجهادية العالمية. تشجيع الحكومة الرسمي من الاستهداف والتمييز ضد المسيحيين والديانات الأخرى هو توفير رحم آمنة لتعزيز نمو التطرف.
أهمية الحرية الدينية في الاندماج الوطني
المسيحيين السودانيين، وغيرها من غير المسلمين والمسلمين الذين يعبرون عن إيمانهم من خلال التقاليد المتنوعة مواطنون الكامل الذي يجب أن يحظى المواطنة الكاملة والحقوق الدستورية دون التعرض للتمييز.
يجب أن القوى الديمقراطية في السودان رفع أصواتهم في دعم هذه المجموعات على أن يكون مفهوما أن مستقبل سلمي ومستقر الوحيد للسودان يستند واحد على القبول الكلي للتنوع الثقافي والديني والعرقي الغنية من النسيج الاجتماعي السوداني.
على المجتمع المدني أن تلعب أيضا دورا رئيسيا والانخراط في المشاريع الوطنية التي تعكس على، وتعزيز والتنوع الديني والثقافي التاريخي السودان.
يجب أن الأحزاب السياسية وقادة أولويات الحفاظ على الحريات الدينية والثقافية والمبادئ الأساسية في أي تنقيح للدستور وترتيبات دستورية جديدة. ينبغي للأطراف الصراعات السودان ضمان حماية الحريات والحقوق الدينية والثقافية هي جزء أساسي من أي اتفاق سلام يتم التفاوض في سياق الصراعات المختلفة.
يجب أن تكون الحكومة السودانية عقلاني ومسؤول والبحث عن الخير أفضل لشعبها من خلال احترام الحقوق الطبيعية والمكتسبة للمواطنين سودانيين. رغم عدم وجود أمل في هذا العمل من حكومة السودان، وSDFG الحفاظ يدعو جميع الأطراف إلى احترام حقوق المواطنين السودانيين على أسس متساوية.


Thursday, March 3, 2016

منظمة SUDOUK: انتهاكات الحكومة السودانية ومليشياتها

كشفت منظمة سودو بالمملكة المتحدة فى  تقريرها الحقوقى الدورى عن السودان بان شهر فبراير 2016 شهد حدوث (52) انتهاكاً موثقاً لحقوق الانسان.
وأكدت المنظمة فى تقريرها الصادر 31 مارس ان الحكومة السودانية والمليشيات التابعة لها مسؤولة عن (50) من الانتهاكات التى وثقتها فى شهر واحد.
وأضافت ان الانتهاكات شملت قتل (37) من المدنيين ، واصابة (46) آخرين بجروح خطيرة ، اضافة الى (36) هجمة على القرى ومعسكرات النازحين ، وعدة وقائع قصف استخدمت (117) قنبلة على الاقل ، و(17) واقعة تشريد ، و(6) حوادث عنف جنسى ، (6) منها كانت ضحاياها طفلات تتراوح اعمارهن ما بين (11 – 14) عاماً ، وكذلك (51) واقعة اعتقال ، شملت واحدة منها تعذيب المعتقل / نور عبد الفاضل حتى الموت بالنيل الازرق.

AddThis