رحم الله شهدائنا الأبرار
طبعا منذ بدأت التظاهرات المناؤئة للنظام منذ إسبوع الى اليوم قام
النظام بإستخدام كل الحيل و الأساليب الأعلامية لتشوية المتظاهرين. و قد
أوردت أن هذه الحيل لن تخرج من عشرة قوالب معروفة في مقال سابق يمكن مطالعته هنا.
و مع كل هذا الكذب و التضليل الأعلامي خرج اليوم ثلاثة مسئولين
حكوميين من مسئولي الصف الأول و عقدوا مؤتمر صحفي لتوضيح الحقائق و تمليكها للرأي
العام.
طبعا المؤتمر الصحفي كان مليان بالهرطقة اللي ممكن نقيف عند كل واحد
منها منذهلين و مسبهلين لمدة سنة كاملة, لكن نبدأ بالطابع العام اللي النظام و أبواقه
من الإسبوع الفات بيحاولوا يوصفوا و يبرروا به الحاصل. مجموعة من الأوصاف كمخربين
و مندسين و معتدين و صعاليك و شماسة و المشردين و المخمورين و غيرها من الاوصاف
للمتظاهرين في الشارع. لكن مع كل وصف من الأوصاف دي بيدق النظام مسمار جديد في
نعشه و بيدينا دليل إن النظام اللي كنا بنشوفه فاشل في كل شي إلا الكذب طلع حتى في
الكذب بليد و ساقط.
لما يطلع مسئول حكومي له وضعه زي قطبي المهدي و أحمد بلال و ربيع عبد
العاطي و الزبير بشير طه و غيرهم و يقول إن المنتظاهرين مخربين فهو بيدي للمواطنين
دليل على فشله و سبب آخر لتمسكهم برحيله. فلو كان مجموعة من المخربين قاعدة ترتع و
تمرح و تسرح في البلد من أسبوع فأين حكومتك منهم و أين نعمة
الأمن و الأمان الكنت
بترددها زي الببغاء طول الوقت.
و لو كان المتظاهرين شماسة و صعاليك أين دولة المشروع الحضاري اللي
كنت بتتباهى بيها في الطالعة و النازلة و بلدك فيها العدد الكبير دا من الصعاليك و
الشماسة.
و لو كان المتظاهرين مخمورين فأين الدين الذي شربتموهم له عندما قلتم
لو كان الدين بحر فنحن كيزانه و بلدك فيها إنتاج خمور قادر يذهب عقول الكمية دي
كلها من الناس و لمدة اسبوع.
و لو كان المتظاهرين مندسين و مسلحين فاين الثلاثة ملايين فرد بتاعين
جهاز الأمن و غيرهم من افراد الأجهزة الشرطية الذين تشدقون أنهم حراس ساهرون على أمن
و أمان المواطن.
و لو كان الشهداء سقطوا بايدي مواطنين لانهم إعتدوا على ممتلكاتهم
كمان قال وزير الاعلام قبل أيام على قناة بي بي سي فأين هي الدولة برمتها و الناس
ما عندها حل إلا تاخد حقوقها بضراعها زي ما قال الوزير.
كان و مازال للطغاة آلتهم الاعلامية الكاذبة التي تروج لبطولاتهم
المصطنعة و تسوق لمبادئهم المهترئة ليل نهار لكن طاغيتنا حتى في دي ساقط و قادي.
يعني التضارب في التصريحات بين المسئولين من قناة للتانية و من يوم للبعده يدل على
أنه مافي توجه اعلامي محدد للنظام ليحاول به حفظ ماء وجهه بعد ربع قرن من الفشل
المتلاحق. فيظهر قطبي المهدي و عبد الرحمن الزومة يوم الخميس ليعلنان ان الخرطوم
هادئة و لا شي فيها وأن ما سمياه إحتجاجات قد إنتهت منذ يوم الأربعاء و أنهما قد
تجولا في العاصمة فوجدا الحياة على طبيعتها. فياتي قرار تعليق الدراسة بسبب
الأوضاع و ياتي تصريح وزير الاعلام و تصريح والي الخرطوم أن هناك عناصر مندسة و
دعم من معارضي الخارج لحركة الاحتجاجات في الشارع !!! ما قلتوا انتهت قبل أربعة
ايام ؟؟؟ واضح انهم عندهم حب ظهور على الشاشات و بيتسابقوا عليه أكتر من إهتمامهم
بالتصريحات نفسها.
حتى مسميات الأمور فشلوا في الإتفاق عليها في المؤتمر الصحفي الثلاثي
لوزير الإعلام و والي الخرطوم و وزير الواتساب و الفيس بوك أو وزير الداخلية. ففي رواية سمى أحدهم المتظاهرين بالمحتجين و سماهم
الأخر في رواية أخرى بالمخربين.
و يا عجبي لدليل الفشل الجديد الذي قدمه وزير الداخلية في هذا المؤتمر.
وزير داخلية تعمل تحته إدارات و أجهزة جنائية و بحثية و ملايين الأفراد في مختلف
القطاعات في كل بقاع السودان و يستسقي مصادره من برنامج واتساب و موقع فيس بوك !!!
واضح إن الوزارة دي كبيرة عليك عزيزي الوزير و ما مقاسك و إنك ما عارف تستغل إمكانياتها
البين يديك.
و تأتي الطامة عندنما صرح نفس الوزير أن الصور التي شاهدها للشهداء هي
من مصر و ليست من السودان !!! ما هو يا إنك كنت مغترب في بلاد الواق الواق و جابوك
وزير من هناك فما عارف شكل شعبك و شكل بلدك يا إنك و العلم عند الله قعدت مع
المخمورين الفي الشارع و ضربت معاهم من الابيض الصافي قبل تجي المؤتمر الصحفي. و
أنا اشك في الأخيرة دي لان حتى والي الخرطوم كان طاشي شبكة و ما قدر يحدد الليلة
هو يوم شنو في أيام الله السبعة.
كل هذا الكذب البواح العيان البيان واضح أنه بسبب عدم القدرة على
تبرير الوحشية و الدموية التي قررت الحكومة إستخدامها لقمع المتظاهرين. و طبعا
قرار استخدام الذخيرة الحية و القتل هو قرار متخذ و معد مسبقا و لا يمكن لعاقل ألا
يرى ذلك. فالحكومة و الشعب يعلمان علم اليقين منذ شهر أغسطس او قبله أن الدعم
الحكومي سيرفع عن المحروقات في سبتمبر و أن الاسعار ستلتهب و أن الجموع ستنتفض
فلماذا قابلوهم بهذا القمع وسقط هل هذا العدد من الشهداء منذ اليوم الأول. ما
طواااااااالي البلد فيها مظاهرات و السنة الفاتت الناس اتظاهرت على رفع الدعم لما
كبيرهم الذي علمهم السحر سماهم شذاذ افاق لكن طول عمرنا ما شفنا وحشية و قتل
بالعدد دا. كل الكان بيحصل إعتقالات و ضرب و تعذيب أو حتى إغتيالات لأشخاص محددين.
لكن سقوط هذا العدد الكبير و أستمرار تساقطهم يوم بعد الاخر يدل أن الحكومة كان
واضحة في أنها تريد تمرير قراراتها المجحفة التي ستجعل حياة المواطن مستحيلة
بالقوة و الأرهاب.
نختم ما بدأنا بتساؤلين :
أولا عبد الرحمن الخضر والي الخرطوم في مؤتمره الصحفى قال أن الشرطة
لم تقتل أحدا و المات له زول يمشي يفتش الموته !!! طيب لو فتشنا و لقينا سعادتك ما
وريتنا نتصرف كيف معاه, القصاص وألا نسلمه ليكم وألا نعفوا لله و الرسول !!! ياريت
ترجع باكر تعمل لينا مؤتمر صحفي تاني بالمرة تسلينا و بالمرة تجاوب سؤالنا.
ثانيا بعد كذبات 1800 دولار و الدفاع بالنظر و طيارة جات بفوق جات
طافية نور و لمن جينا أجعص سوداني عنده قميصين و علمناكم أكل الهوت دوق و البيتزا
جانا وزير الداخلية بكذبة إن صور الشهداء من مصر فنتسأل, هو انتوا يا جماعة عندكم
مسابقة في الحزب بتاعكم لأحسن مسئول بيجيبها واسعة و بيفكها حامضة !!!
نختم بالترحم على شهدائنا الأابرار و الدعاء للمصابين بالشفاء على وعد
بأن لا يضيع دمهم هدرنا بين هؤلاء الأغبياء الكاذبين.
لاحقة : اليكم هذا التعليق من الاخ المغرد عثمان العدلاني على تويتر
("وزير الداخلية: صور القتلى مزورة و هي من دولة مجاورة".
يا معلم انت زااااااااااتك من دولة مجاورة مافي
داعي تشغلها لنفسك)
@3dlany
داعي تشغلها لنفسك)
@3dlany
و دمتم سالمين