Sunday, September 28, 2014

الأبداع بوصفه مقاومة, ألابداع من أجل التعافي



أعلنت المنظمة الرائدة المناصرة للديمقراطية، المجموعة السودانية للديمقراطية أولاً (SFDG)، اليوم عن إطلاق حملة بمناسبة الذكرى الثالثة لعودة الحرب الأهلية إلى النيل الأزرق وجبال النوبة/جنوب كردفان. وتتضمن الحملة مجموعة من الملصقات تدعو إلى وضع حد للقصف الجوي ضد المدنيين الذي ترتكيه الحكومة السودانية في المناطق الواقعة تحت سيطرة المتمردين وعلى المدارس والمستشفيات والمساجد والكنائس التي تخدم هؤلاء المدنيين. وستصدر المجموعة السودانية للديمقراطية أولاً خلال الشهر مواد أخرى، بما في ذلك أشرطة فيديو، ورسومات خطتها يد الأطفال المتأثرين بالنزاع، وكتيب يضم روايات الضحايا من النساء، وأوراق موجزة؛ وجميعها توثّق ظروف المعيشة القاسية التي ما يزال يكابدها السودانيون المتأثرون بالحرب داخل البلاد وفي مخيمات اللاجئين. وقد لاحظ الدكتور سليمان بلدو، المدير التنفيذي للمجموعة السودانية للديمقراطية أولاً أن السودان “وافق مؤخرا على فتح ممرات إنسانية لإغاثة مواطني جمهورية جنوب السودان النازحين بسبب النزاع في بلادهم، وأرسل الإمدادات إلى ضحايا القصف الإسرائيلي في غزة”. ثم أضاف “لكن من يخفف من معاناة السودانيين الذين وجدوا أنفسهم خلف خطوط المتمردين أو أولئك الذين أجبروا على ترك ديارهم؟”.

عقدت المجموعة السودانية للديمقراطية أولاً في الفترة من 18  يوليو إلى 23 أغسطس 2014، بالتعاون مع الفنان السوداني الأمريكي خالد كودي، فضلاً عن النساء والرجال والأطفال في المناطق المتأثرة بالحرب في جبال النوبة/ جنوب كردفان والنيل الأزرق وفي مخيمات اللاجئين في جنوب السودان، ورش عمل للمعلمين والأخصائيين الاجتماعيين وعمال الإغاثة حول كيفية تطبيق العلاج بالفن من خلال استخدام المواد المحلية من أجل معالجة الضغط والصدمات النفسية التي يمر بها الناجون من القصف يومياً.
طاف خالد كودي على جبال النوبة/جنوب كردفان وعلى مخيمات جنوب السودان التي تستضيف اللاجئين من النيل الأزرق وجنوب كردفان بعد ثلاثة أشهر من إطلاق حكومة السودان عملية “الصيف الحاسم” بهدف إنهاء التمرد في دارفور والنيل الأزرق وجبال النوبة/جنوب كردفان. وقد كثفت حكومة السودان منذ ذلك الوقت حملتها العسكرية، مستهدفة التجمعات المدنية، مما يمثل انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني. وقد شمل هذا، في جنوب كردفان، قصف القرى، وقصف عيادتين، ومكاتب المنظمات الإنسانية المحلية الرئيسية، ومستشفى أم الرحمة في قديل بالقرب من كاودا. هذا القصف يحرم قُدماَ منطقة ظلت مهمشة تاريخياً من مواردها البشرية وبنيتها التحتية المحدودة أصلاً.
استمرت حكومة السودان أيضا في استخدام الجوع كسلاح في الحرب، من خلال عرقلة حصول السكان المحليين على المساعدات الإنسانية، ما يمثل مرة ​​أخرى انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني. كذلك عطل القصف الأنشطة الزراعية في المنطقة، مما يفاقم من تقويض الأمن الغذائي.
في كاودا، نظم خالد كودي ورشة عمل لمدة أربعة أيام، شارك فيها أكثر من 60 من النساء والأطفال والرجال. وأنتج الأطفال دون سن العاشرة أعمالاً فنية حول أحلامهم، ومخاوفهم، وهواجسهم. واستخدم البالغون لغة الفن للتعبير عن أفكارهم بحرية. وكجزء من حملة مناهضة القصف، حدد كودي وأعضاء المجتمع المحلي البنيات المدنية والمواقع التي تعرضت للقصف، ثم وقف أعضاء المجتمع أمامها حاملين لافتات مناهضة للقصف. وقد عبرت المجتمعات المحلية في تلك المناطق التي تعرضت للقصف عن تقديرهم العميق لهذا النشاط.

 كذلك نظم خالد كودي ورش عمل في ييدا، مخيم اللاجئين في جنوب السودان الذي يستضيف 68,000 لاجئ، معظمهم من جبال النوبة/جنوب كردفان. واستهدفت ورشة عمل أخرى مشاركين من معسكرات  جندراسا، ويوسف باتل، وكايا و دورو في منطقة المابان بجنوب السودان. ويعيش في هذه المخيمات حوالي 127,715 لاجئ من النيل الأزرق وجبال النوبة/جنوب كردفان. ويتصارع اللاجئون في هذه المخيمات مع المجتمع المضيف على الموارد الشحيحة. وقد عمل كودي مع الشباب من هذه المخيمات على كيفية إنتاج أعمال فنية من المواد المهملة والمعاد تدويرها، وإنتاج الأعمال الفنية ثنائية الأبعاد، والفن البيئي.
العودة إلى جبال النوبة حلم تحقق، وتجربة تغير الحياة” قال خالد كودي الذي يُدرّس الفنون الجميلة في كلية بوسطن، وهو زميل في برنامج أساتذة الفنون الأمريكيين الأفارقة في جامعة نورث إيسترن في الولايات المتحدة. ويسلط فنه، بما في ذلك قصف مدرسة في كاودا في مطلع هذا القرن، الضوء على الفظائع وعلى أحلام الناس في المناطق المتأثرة بالحرب في السودان. “لقد تعلمت من أهل كاودا، واللاجئين في مخيمات ييدا والمابان، بقدر ما تقاسمت معهم. هؤلاء أناس أظهروا الشجاعة والكرامة والصمود في مواجهة الإرهاب .”

وتهدف المجموعة السودانية للديمقراطية أولاً من خلال هذه الحملة، إلى توصيل رسالة أهل كاودا، وأولئك الذين أجبروا على الفرار إلى جنوب السودان، إلى حكومة السودان، وإلى المجتمع الدولي:  قصف المدنيين يجب أن يتوقف. وينبغي على المنظمات الدولية، ووكالات الأمم المتحدة، ومنظمات المجتمع المدني السودانية، والسياسيين دعم هذه الرسالة بصرامة.

Wednesday, September 3, 2014

التضحيات تجلب المعجزات




لا كثير يمكن ان يقال و نحن على اعتاب العام منذ ان فارق الحياة شهداء سبتمبر الماضي
و ما بين ذلك السبتمبر و هذا السبتمبر عاني الوطن ما عاني و فاضت عديد الارواح بالرصاص و البراميل البارود و بسبب العيش في العراء او عدم توفر اللقمة او العلاج
مر العام و قد قضاه عشرات الشباب بين السجون و المحاكم بعد ان سعوا للتغيير و ان يشاهدوا الغد المشرق الذي من منا لا يتمناه
انقضى العام و قد لم يدان من رفع سلاحه او اطلق رصاصه على اجساد من كان ذنبهم انهم ينشدون نعيم الحياة فكلفهم ذلك كل الحياة

ما بين ذاك العام و هذا الحالي غرق العشرات هاجر الالاف تشرد العديد. ضاق العيش و زاد الكرب و صارت الهموم هي فقط ما يملأ راس المواطن الملكوم

ليست هذه التدوينة عن الوضع السياسي او الاجتماعي او نقضه و لكنها رد على بعض السلبيين و المرجفين في المدينة ممن لا يفتأون يذكروننا بعدم جدوى البحث عن التغيير و عن ان عدم حكمة و رجاحة عقل من يضيع وقته متعقبا ذلك الغيير المستحيل
تجاوز هؤلاء كل حدود الاحترام و كل قواعد الانصاف عندما ادعوا ان ارواح شهداء فاضت هباء مهدورا

الرد هو اسطر بسيطة من مقال المهندس المصري يحيى حسين عبد الهادي عضو في حركة كفاية التي كانت جسدا صغيرا تتلاطمه امواج قمع النظام في وقتها و لكن اعضائها امنؤا بالمبدأ و سعوا و رائه و لاحقوه حتى حصل التغيير في يناير 2011
و مهما يكون رأيك في الاحداث المصرية فلا احد يستطيع ان ينكر ان التغيير الذي حدث في 2011 كان عظيما

اختصارا فالمهندس حسن يحيى قد كتب بحرقة ردا عن المرجفون و المتطاولون على حركة كفاية و على الجهد الذي بذله اعضائها في وقت كان ذلك يعتبر انتحارا, كتب التالي
كان لاعضاء حركة كفاية قبل ذلك مستقراً فى حياته، وبعضُهم أعلام فى مجالاتهم.. وعندما طَفَح الكيل وظهر الفساد فى البر والبحر والجو وبدا واضحاً أن رأس النظام مُصّر على الاستمرار فى حُكمه المزوّر حتى آخر نَفَس فى صدره ثم يُورّثه لابنه محدود الكفاءة والموهبة.. كان يمكنهم أن يكتفوا بمقاومة هذه الإهانة وهذا الفساد والاستبداد بقلوبهم وهو أضعف الإيمان.. لكنهم أَبَواْ أن يكتفوا بمصمصة الشفاه.. فخلَعوا أرديتهم وانتماءاتهم السياسية ولم يتدثروا إلا برداء الوطن.. وشكّلوا هذه الحركة النبيلة.. وفاجأوا مصر والعالم بهتافهم المدوّى.. لا للتمديد.. لا للتوريث.. وظلوا سنوات يقفون بأعدادهم القليلة على سلّم نقابة الصحفيين، كفرض كفاية عن ملايين المصريين.. كانوا ينوبون عن شعب بأكمله.. ووصَل الأمر أحياناً لأن يقف محمد عبدالقدوس وحيداً حاملاً ميكروفونه فى يد وعَلَمَ مصر فى اليد الأخرى.. وبينما جحافل الأمن المركزى (المغلوبة على أمرها) تسحقنا فى تظاهراتنا القليلة العدد، كان كبار الكفائيين كعبدالوهاب المسيرى يصرون على أن نهتف ونحن نتساقط.. سلمية.. سلمية.. كان كل منّا على ثغر من ثغور الوطن يذود عنه.. وكان الثغر الذى تشرّفتُ مع آخرين بالذود عنه هو جبهة المال العام الذى تداعى عليه الأَكَلةُ من مصاصى الدماء.. وانبثقت من كفاية كل حركات المقاومة فى نهايات عصر مبارك.

فى البداية تعامل المصريون مع هذه الثُلّة المجاهدة بالدهشة.. ثم تحولت الدهشة إلى إشفاق.. وتحوّل الإشفاقُ إلى إعجاب.. ثم تحوّل الإعجابُ إلى تضامن.. وتحوّل التضامن إلى انضمام.. ثم احتضنتهم مصرُ وذابوا هم بين الملايين التى نزلت إلى الميادين لتخلع الطاغية.

نسأل الله تعالى أن يتقبل ما دفعه أبطال كفاية من أثمان من أجل هذا الوطن المبتلى.. أثمان يعرف المصريون بعضها، كالثمن الذى دَفَعَه أحد منسقى حركة كفاية العظام.. العالم الوطنى الجليل الدكتور عبدالوهاب المسيرى عندما اختُطف من ميدان السيدة زينب وهو فى السبعين من عمره مريضاً بالسرطان، وأُلقى فى الصحراء مع زوجته العالمة الجليلة الدكتورة هدى حجازى فى برد يناير، فأُصيب بالتهاب رئوى شديد ومات بعد ذلك بستة شهور. وكالثمن الذى دَفَعَه منسق آخر لهذه الحركة النبيلة الصحفى الوطنى الدكتور عبدالحليم قنديل الذى ضُرِب ضرباً مُبّرحاً ثم تم تجريده من ملابسه وتُرِك فى منطقة نائية فى ليلة قارسة البرودة، مع تحذير له بألا ينتقد مظاهر التوريث مرةً أخرى.
وغير ذلك من أثمان دفعها رموز كفاية المشهورون، فضلاً عن أثمان أخرى دفَعَها المئاتُ من شباب كفاية ومجهوليها دون أن يشعر بهم أحد.

عودة إلى السيرة العطرة.. سيرة كفاية.. فمنذ أيام سألتنى صغرى أبنائى بأسىً (لقد أفنيتم عمركم فى سبيل الوطن الذى تغرسون فينا محبته ولم تأخذوا من حطام الدنيا شيئاً إلا السمعة.. وها هم الفاسدون الذين قاومتموهم يعودون أكثر تبجحاً ويتهمونكم بما هم متهَمون به.. ففيمَ كان النضال؟).. فقلتُ لها : يا ابنتى.. بعد عشرين عاماً من المقاومة غير المتكافئة من البطل عمر المختار وصحبه ضد الاحتلال الإيطالى.. وبعد أن خان من خان، وباع من باع، وأطبق المستعمرون على الثُلّة القليلة المتبقية.. سأله أحدُ الصامدين معه (لماذا نستمر فى المقاومة واحتمالاتُ النصر منعدمة؟)، فأجابه البطل الثمانينى (لكى يفخر أحفادنا ويقولوا عندما يتحدثون عن زماننا: كان هناك رجال). فلا تجزعى يا بُنيّتى مِن هذا التطاولِ مدفوعِ الثمن الذى ينفجر فى وجوهنا، ويظن أنه يستطيع إعادة كتابة التاريخ على هواه.. سيذهب أبوكِ وزملاؤه فى كفاية إلى دار الحق.. وسيذهب مبارك وأعوانه ومحاموه وإعلاميوه ومذيعاته وفضائياته واستوديوهاته التحليلية وكل هذا الغثاء.. وسيذهب العجوز المتطاول، ويَبلَى الروبُ الذى يرتديه والنقود التى يتقاضاها.. وستجلسين إلى أحفادك ذات يوم يسألونكِ، كيف تجرّأ هذا النظام الفاسد المستبد على مصر فى هذه الفترة المخصومة من عمر الوطن وسعى للتوريث دون أدنى اعتبار للشعب، ألم يكن هناك من يقاوم؟.. عندها ستتذكرين أباك وزملاءه وتترحمين عليهم ثم تتسع ابتسامتُك وتقولين لأحفادك بفخر (لا.. لقد كان هناك رجال).. يُرضينا ويكفينا أن يكون هذا نصيبَنا من الدنيا.

اتصور ان هذا رد كافي لمن القى السمع و هو شهيد

                                         مقال المهندس حسن يحيى كاملا هنا


و دمتم سالمين

AddThis