Saturday, June 29, 2013

لقد فٌقعنا من اجل هذه اللحظة التاريخية




و أنا أستمع لخطاب الدكتور هاني البنا المؤسس و المدير العام لمنظمة الاغاثة الاسلامية بلندن أمام الرئيس المصري محمد مرسي في مؤتمر و معرض الجمعيات الاهلية  بالقاهرة في مايو الماضي (يمكنالاستماع لكلمة الدكتور هنا). عندما سمعت الدكتور البنا يقول "نحن لا نتحدث عن مرحلة إنتقالية بل حضارات مجتمعية، نهضات علمية، ثورات صناعية، طفرات زراعية، صناعات فكرية، صمامات, إلخ إلخ إلخ ", أغمضت عيني و سرحت بفكري و تخيلت انني أمام أمير المؤمنين عمر البشير راعي نهضة أمتنا السودانية و أنا ألقى تلك الخطبة العصماء على خلفيات من أصوات المكبرين و جحافل الهاتفين "هي لله هي لله"و أقتبس من الدكتور البنا بعضا من سجعه و أقول
"نحن لا نتحدث عن حكومة عادية بل بلاوي فكرية هلاوس سمعية إخفاقات زراعية خوازيق مغريّة كوابيس يومية إنفلاتات أمنية خلايا خطفية تخبطات إقتصادية فضلات بُنيّة أصوات مكممية ضياعات قيمية إهدارات حقوقية مجاري طفحية غباوات فطريّة إفساحات سياسية مخاطبات تحريضية زبالة مرميّة دفاعات نظرية إنفصالات جنوبية تمردات طرفية محاكمات تعسفية إختلاسات مليارية مسئولين حرامية هجرات كمية فضائح إعلامية طائرات جربندية قرصنات إسرائلية ضياعات جيلية رقصات حماسية أحلام نبوية تكبيرات تعريضية هتافات نفاقية أصل النفاق غيّة عشان تعيش في البلد دية"
الدافع وراء هذا المقال هو ان كل هذه التوصيفات المذكورة في خطبتي الافتراضية هي عبارة عن واقع مرير نعيشه كسودانيين يوميا و لا تحرك الحكومة إتجاهه ساكنا إلا في إتجاه زيادة الأوضاع سؤا.  و مع ذلك يصر أمير المؤمنين على أن يخرج علينا بفحة جديدة من فحاته عن مخاطبته أهالي أبو حمد بالشمالية فيقول نصا
"نحنا نتمنى إنو يوم القيامة مافي يجي واحد قدام ربنا سبحانه و تعالى و يشكي عمر البشير و حكومته"
تطير عيشتك يا بشة هو بالله يعني البتعمل فيه دا كله و أنت عارف و خاتي في بالك إن في حساب بعدين !!! والله اليشوف عمايلكم يقول الدنيا هي مألنا و مصيرنا و لا أخرة و لا هم يحزنون.
طيب بما انك يا سيادة المشير أسد أفريقيا عارف إن في حساب و أخرة, ما عرفت إن الله سبحانه و تعالي
يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ
و أنه جل جلاله
يعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ
و أن يوم القيامة
                   وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا
و أن هذا الكتاب المنشور
      هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً
فلو على شكية الناس يا سعادتك نوم قفا لأنه مافي زول في ساعة الحشر فاضي ليك. لكن ربنا ما محتاج شكية زول عشان يعرف العملته و النويت تعمله و الحتعمله و يحاسبك عليه. يعني الموضوع نية ما شكية.
طيب احنا عايزين رئيسنا المشير يرد بنفسه و بشخصه على رئيسنا الهمام (شغل رؤساء و كدا بيحاور نفسه و دا كلام كبير عليكم).  الرئيس في خطاب اخر غمز و لمز السيد أبو علي مجذوب أبو علي رئيس مجلس الشورى القومي للمؤتمر الوطني, بقوله " يا أبو علي ساعة لربك وساعة لقلبك الحكاية ساعة بساعة إذا كلنا دخلنا المساجد وأخذنا السبح ، الحكاية فيها ملل لازم تكون هناك ساعة للترويح". و من هنا نطالب الرئيس بساعة الترويح الموعودة لانك لو طواااالي ضاغط الشعب دا كدا فساد و غلاء و محسوبيات و فقر و جهل و و و و و فاكيد الشعب دا حيحصل له ملل فلازم تكون هناك ساعة للترويح و اعطاء كل ذي حق حقه.

و بمناسبة خطابات المشير , تعودنا على خطاباته في المناسبات الرسمية كعيد الاستقلال و عيد ثورته التي قادها و عند اقرار الميزانية و في افتتاح المجلس الوطني و المؤتمرات و كمان في الافتتاحات و الاحتفالات. بس خلينا هنا في الخطابات اللي بيفرضها الواقع لما تحصل أحداث معينة, مثلا صيف 2012 و الكلام عن مظاهرات و انتفاضات و كدا خرج الرئيس بخطابه الذي قدم لنا فيه وجبة من لحم شذاذ الافاق المشوي , و أراد الرئيس أن يوصل فكرة ان دعاة التخريب محرشين و ممولين لتهديد أمن الوطن و المواطن. طيب بالنسبة لأمن الوطن و المواطن وضعه شنو و الطيارات بتجي قاطعة الفيافي تضرب و تمشي. و اخرها ضربة مصنع اليرموك و أكيد حيكون مرً على أغلبكم ناس من المناطق الواقعة في قطر كبير امتد لعشرات الكيلومترات حول المصنع و هم في فزع و خوف ما عارفين القيامة قامت وألا الحاصل شنو!!!  بغض النظر عن هرتلة متحدث القوات المسلحة عن حشائش و مكنة لحام و غيره , ليه ما طلع الرئيس و طمن المواطن على أمنه و أمن وطنه. على ما يبدو لأن الأنتفاضة تضر بأهل الراية أما ضرب الطائرات ما ضراهم !!!

عموما أبى هذا المقال اللعين أن ينهى إلا و قد سرحت بفكري في خطابات الرئيس هذه المرة و أنا أتذكر كلماته الإرتجالية الحماسية من شاكلة (البجينا مدرع بنمرق ليو عريانين), (محرشين) , (الحشرة الشعبية) , (والله أنا كديس من السودان ما أسلمو عشان جلد الكديس دا ممكن نعملو مركوب) , (شذاذ أفاق) , (حنشويهم) , (بترولكم دا إلا تشربو) , (تبطلوا الخمج)
و خلال سرحتي دي تذكرت أن أيقونة ثورة الياسمين التونسية كان شاب حرق نفسه بعد أن تعرض لإضطهاد و تعنيف من شرطية. فأحكمت إغلاق عيني لأتخيل ماذا ستكون أيقونة الثورة السودانية و فوجدته:
رجل أشيب الشعر يمسك موضعا حساسا من جسمه و يصرخ بعد سماع خطاب بشة "لكن ما فقعتهم لينا"


و دمتم سالمين


No comments:

Post a Comment

AddThis