Monday, September 30, 2013

الكذب ملة و الغباء فطرة



رحم الله شهدائنا الأبرار
طبعا منذ بدأت التظاهرات المناؤئة للنظام منذ إسبوع الى اليوم قام النظام بإستخدام كل الحيل و الأساليب الأعلامية لتشوية المتظاهرين. و قد أوردت أن هذه الحيل لن تخرج من عشرة قوالب معروفة في مقال سابق يمكن مطالعته هنا.

و مع كل هذا الكذب و التضليل الأعلامي خرج اليوم ثلاثة مسئولين حكوميين من مسئولي الصف الأول و عقدوا مؤتمر صحفي لتوضيح الحقائق و تمليكها للرأي العام.
طبعا المؤتمر الصحفي كان مليان بالهرطقة اللي ممكن نقيف عند كل واحد منها منذهلين و مسبهلين لمدة سنة كاملة, لكن نبدأ بالطابع العام اللي النظام و أبواقه من الإسبوع الفات بيحاولوا يوصفوا و يبرروا به الحاصل. مجموعة من الأوصاف كمخربين و مندسين و معتدين و صعاليك و شماسة و المشردين و المخمورين و غيرها من الاوصاف للمتظاهرين في الشارع. لكن مع كل وصف من الأوصاف دي بيدق النظام مسمار جديد في نعشه و بيدينا دليل إن النظام اللي كنا بنشوفه فاشل في كل شي إلا الكذب طلع حتى في الكذب بليد و ساقط.

لما يطلع مسئول حكومي له وضعه زي قطبي المهدي و أحمد بلال و ربيع عبد العاطي و الزبير بشير طه و غيرهم و يقول إن المنتظاهرين مخربين فهو بيدي للمواطنين دليل على فشله و سبب آخر لتمسكهم برحيله. فلو كان مجموعة من المخربين قاعدة ترتع و تمرح و تسرح في البلد من أسبوع فأين حكومتك منهم و أين نعمة 
الأمن و الأمان الكنت بترددها زي الببغاء طول الوقت.

و لو كان المتظاهرين شماسة و صعاليك أين دولة المشروع الحضاري اللي كنت بتتباهى بيها في الطالعة و النازلة و بلدك فيها العدد الكبير دا من الصعاليك و الشماسة.

و لو كان المتظاهرين مخمورين فأين الدين الذي شربتموهم له عندما قلتم لو كان الدين بحر فنحن كيزانه و بلدك فيها إنتاج خمور قادر يذهب عقول الكمية دي كلها من الناس و لمدة اسبوع.

و لو كان المتظاهرين مندسين و مسلحين فاين الثلاثة ملايين فرد بتاعين جهاز الأمن و غيرهم من افراد الأجهزة الشرطية الذين تشدقون أنهم حراس ساهرون على أمن و أمان المواطن.

و لو كان الشهداء سقطوا بايدي مواطنين لانهم إعتدوا على ممتلكاتهم كمان قال وزير الاعلام قبل أيام على قناة بي بي سي فأين هي الدولة برمتها و الناس ما عندها حل إلا تاخد حقوقها بضراعها زي ما قال الوزير.

كان و مازال للطغاة آلتهم الاعلامية الكاذبة التي تروج لبطولاتهم المصطنعة و تسوق لمبادئهم المهترئة ليل نهار لكن طاغيتنا حتى في دي ساقط و قادي. يعني التضارب في التصريحات بين المسئولين من قناة للتانية و من يوم للبعده يدل على أنه مافي توجه اعلامي محدد للنظام ليحاول به حفظ ماء وجهه بعد ربع قرن من الفشل المتلاحق. فيظهر قطبي المهدي و عبد الرحمن الزومة يوم الخميس ليعلنان ان الخرطوم هادئة و لا شي فيها وأن ما سمياه إحتجاجات قد إنتهت منذ يوم الأربعاء و أنهما قد تجولا في العاصمة فوجدا الحياة على طبيعتها. فياتي قرار تعليق الدراسة بسبب الأوضاع و ياتي تصريح وزير الاعلام و تصريح والي الخرطوم أن هناك عناصر مندسة و دعم من معارضي الخارج لحركة الاحتجاجات في الشارع !!! ما قلتوا انتهت قبل أربعة ايام ؟؟؟ واضح انهم عندهم حب ظهور على الشاشات و بيتسابقوا عليه أكتر من إهتمامهم بالتصريحات نفسها.

حتى مسميات الأمور فشلوا في الإتفاق عليها في المؤتمر الصحفي الثلاثي لوزير الإعلام و والي الخرطوم و وزير الواتساب و الفيس بوك أو وزير الداخلية.  ففي رواية سمى أحدهم المتظاهرين بالمحتجين و سماهم الأخر في رواية أخرى بالمخربين.

و يا عجبي لدليل الفشل الجديد الذي قدمه وزير الداخلية في هذا المؤتمر. وزير داخلية تعمل تحته إدارات و أجهزة جنائية و بحثية و ملايين الأفراد في مختلف القطاعات في كل بقاع السودان و يستسقي مصادره من برنامج واتساب و موقع فيس بوك !!! واضح إن الوزارة دي كبيرة عليك عزيزي الوزير و ما مقاسك و إنك ما عارف تستغل إمكانياتها البين يديك.

و تأتي الطامة عندنما صرح نفس الوزير أن الصور التي شاهدها للشهداء هي من مصر و ليست من السودان !!! ما هو يا إنك كنت مغترب في بلاد الواق الواق و جابوك وزير من هناك فما عارف شكل شعبك و شكل بلدك يا إنك و العلم عند الله قعدت مع المخمورين الفي الشارع و ضربت معاهم من الابيض الصافي قبل تجي المؤتمر الصحفي. و أنا اشك في الأخيرة دي لان حتى والي الخرطوم كان طاشي شبكة و ما قدر يحدد الليلة هو يوم شنو في أيام الله السبعة.

كل هذا الكذب البواح العيان البيان واضح أنه بسبب عدم القدرة على تبرير الوحشية و الدموية التي قررت الحكومة إستخدامها لقمع المتظاهرين. و طبعا قرار استخدام الذخيرة الحية و القتل هو قرار متخذ و معد مسبقا و لا يمكن لعاقل ألا يرى ذلك. فالحكومة و الشعب يعلمان علم اليقين منذ شهر أغسطس او قبله أن الدعم الحكومي سيرفع عن المحروقات في سبتمبر و أن الاسعار ستلتهب و أن الجموع ستنتفض فلماذا قابلوهم بهذا القمع وسقط هل هذا العدد من الشهداء منذ اليوم الأول. ما طواااااااالي البلد فيها مظاهرات و السنة الفاتت الناس اتظاهرت على رفع الدعم لما كبيرهم الذي علمهم السحر سماهم شذاذ افاق لكن طول عمرنا ما شفنا وحشية و قتل بالعدد دا. كل الكان بيحصل إعتقالات و ضرب و تعذيب أو حتى إغتيالات لأشخاص محددين. لكن سقوط هذا العدد الكبير و أستمرار تساقطهم يوم بعد الاخر يدل أن الحكومة كان واضحة في أنها تريد تمرير قراراتها المجحفة التي ستجعل حياة المواطن مستحيلة بالقوة و الأرهاب.

نختم ما بدأنا بتساؤلين :
أولا عبد الرحمن الخضر والي الخرطوم في مؤتمره الصحفى قال أن الشرطة لم تقتل أحدا و المات له زول يمشي يفتش الموته !!! طيب لو فتشنا و لقينا سعادتك ما وريتنا نتصرف كيف معاه, القصاص وألا نسلمه ليكم وألا نعفوا لله و الرسول !!! ياريت ترجع باكر تعمل لينا مؤتمر صحفي تاني بالمرة تسلينا و بالمرة تجاوب سؤالنا.

ثانيا بعد كذبات 1800 دولار و الدفاع بالنظر و طيارة جات بفوق جات طافية نور و لمن جينا أجعص سوداني عنده قميصين و علمناكم أكل الهوت دوق و البيتزا جانا وزير الداخلية بكذبة إن صور الشهداء من مصر فنتسأل, هو انتوا يا جماعة عندكم مسابقة في الحزب بتاعكم لأحسن مسئول بيجيبها واسعة و بيفكها حامضة !!!

نختم بالترحم على شهدائنا الأابرار و الدعاء للمصابين بالشفاء على وعد بأن لا يضيع دمهم هدرنا بين هؤلاء الأغبياء الكاذبين.

لاحقة : اليكم هذا التعليق من الاخ المغرد عثمان العدلاني على تويتر
("وزير الداخلية: صور القتلى مزورة و هي من دولة مجاورة". يا معلم انت زااااااااااتك من دولة مجاورة مافي 
داعي تشغلها لنفسك)
 


و دمتم سالمين

No comments:

Post a Comment

AddThis